تلاقينا على ذلك السهل

تلاقينا على ذاك السهل

في الظلام تخفينا

ترددنا قبل الوصول

فمرة منعتك دقة قلبك القديمة

ومرة منعني كبريائي

ولكننا تلاقينا

كنتَ خلف شجرة تخفي ضوء القمر

وكنت لا أزال أمنع نفسي من التنفس

كي لا أوقظ الأزهار النائمة

تلاقينا

لم نعلم ماذا نفعل

أو عن ماذا نتحدث

فقررنا الابتسام

والضحك بهدوء زاد صخبه

اقتربتُ أكثر من الشجرة

وخرجت أنت من تحت ظلها متخفياً بظلي

تبادلنا نظرة رغم الهواء الذي يحول بين تلاقي تلك النظرة

سكتنا لوهلة وابتسمنا

أشرتُ إلى القرص المضيء في السماء

وسألتك عنه

عن اسمه وسبب وجوده

وعن المدة التي سنمضيها 

هاربين من ضوئه

ابتسمتَ ابتسامة طير مجروح

وأشغلتني عن صمتك بلحن

لحن رن في قلبي حتى أصبح جزءًا منه

طال اللحن ولم أعد أفهمه

سألتك عنه  ولم تجبني

علقتُ عيني بيعينيك حينئذ

أبحث عن أي دليل

أكان أنين قلبك الذي سمعته؟

أقترب

كلانا تحت الشجرة

لا أتحدث.. كالبكماء أظل

تبتسم أنت وتطلق للسانك العنان

بينما تمسك لجام قلبك بيديك وأسنانك

لا تريده أن يتحدث.. ليس اليوم

كلانا تحت الشجرة

يقصر الليل فجأة

ويعلن الفجر نفسه بدء يوم جديد

ولكننا نظل واقفين

نشبث بأغصان الحروف التي تبادلناها

نعرف أنه الوداع

الوداع الذي  اقتطفناه من تلك الشجرة

وقفنا طويلاً

ومع شروق الشمس

رحلنا

بعيداً عن السهل

July 24, 2010

4:17 AM