أحب تلك السكينة التي تطغى على قلوبنا بعد صلاة أكثرنا الخشوع فيها.. أو بعد قراءة للقرآن بعد منتصف الليل..
يبقى القلب متألماً بالرغم من ذلك.. يبقى صامتاً.. لا يعرف إظهار المشاعر أثناء الحديث أو الضحك كما كان يفعل..
يبقى الحال هكذا لأيام..
بعض الأشياء استيعابها تأخذ الكثير من الوقت، وعندما نستوعبها.. نتألم..
مؤلم أن نفعل المستحيل من أجل شخص ما، وأن لا يحاول ذلك الشخص فعل الأشياء التي نريدها الأكثر من أجلنا..
مؤلم أنهم لا يفهمون مشاعرنا.. مداها.. أثرها على حياتنا..
ينغلق القلب على نفسه.. كلما أراد إظهار ما به بالكتابة.. يمنعه محيطه..
عار على القلب أن يكتب.. كيف له أن يظهر ما به للجميع؟
مشاعر الحب خُلِقَت لتكون خاصة..
ومشاعر الألم يجب إخفاؤها، فما أن تُكتب حتى تكثر الاتصالات.. وتتساءل أرواح الفضوليين عن السبب..
ويأمر الجميع القلب بأن يصمت. بأن لا يكتب. بأن لا يفعل ما يتقنه.. ما يحبه..
فما يكتبه القلب ليس "قصة" وليس "شعراً" كما يقولون.. والخواطر ليست إلا مجرد كلمات "تخطر" على البال، خطر مشاركتها مع الجميع.. هكذا قيل للقلب..
هكذا قيل للقلب..
وبقي القلب في صمته..
يهرب الكلمات على صفحات بيضاء غير حقيقية..
يهربها.. في ظلمة الليل يسمعها لقليلين..
محظور كتابة تلك الكلمات.. محظور نشرها..
والكلمات التي يفشل القلب في كتابتها.. يبكيها في صلاته.. يناجي بها في دعائه..
يخفف ألمها بقرآنه..
هكذا يقضي القلب حياته بصمت..
17 أكتوبر ٢٠١١م