Friday, June 25, 2010

سعادة = جهل

عندما نعلن بأننا سعداء، نكون في الحقيقة قد نجحنا في تجاهل كل ما يسبب لنا التعاسة، لذا: سعداء = جهلاء، في كثير من الأحيان..

ينجح البعض في إعادتنا إلى الواقع بابتعادهم عنا (أو بابتعادنا عنهم).. فتنقشع تلك الضبابة  "السعيدة" التي تمنعنا من رؤية الأمور كما هي..
نعمة هي الجهل بالنسبة لهم.. فإن لم نكن بجاهلين، لم نكن لنستحملهم دقيقة واحدة.. سعادتنا بوجودهم (جهلنا) أعمتنا من طردهم من حياتنا لفترة كانت الأفضل في حياتهم..

ولكن -والحمدلله- اللحظة تأتي، عندما تشرق الشمس وترتسم لنا مرآة ضخمة أمامنا تكشف لنا سخف أفعالنا.. نرى كم هي قبيحة الابتسامة التي تتكون في لحظة ضعف وخضوع للإثم.. نكتشف كم هي قبيحة الابتسامة التي تتكون في لحظة إعجاب وإبهار بشخص لا شخصية له.. نرى أن شعاراتنا التي نرددها ليس لها صدى ولا صورة في تلك المرآة..

نرفض أن نعترف بأن الخطأ منا.. نرفض أن نعترف أن آثامنا كبيرة كبيرة.. نرفض أن نعترف بأن كل ما نراه في تلك المرآة بائس وفاسد، وليس ما أردنا أن نراه..
نرفض أن نعترف بأن العالم ليس كما نشأنا على رسمه، كرة أرضية زرقاء وخضراء، ملونة رائعة، تتكون من الماء والهواء واليابس..
نكتشف بأن هناك إنس ليسوا بإنس، وأحبة ليسوا بأحبة، وكره ليس بكره..

ننتقم من المرآة.. نرميها بحروف تدميها.. كيف تجرؤ على تغيير تلك الصورة؟ نشاهد قطرات الدم تنصب من المرآة، ثم نصد عنها كي لا نحس بالأسف.. نلتفت وكأن شيئاً لم يكن، ونمضي في حياتنا، نعيش في عالمنا الملون، رغم أن بقع السواد لا تزال واضحة لنا..
نمضي بجهلنا
وسعادتنا المؤقتة
نمضي
إلى نستوعب أن الشمس لا تزال مشرقة
ولا تزال الشمس تكشف لنا سواداً أكثر منذ أن قتلنا المرآة.

25 يونيو 2010
2:40 صباحاً

No comments:

Post a Comment