"مسكينة فلانة طيبة" لماذا نضع "مسكينة" و"طيبة" في الجملة ذاتها؟ لماذا لا نقول "مسكينة فلانة وغدة"؟
هل يعني ذلك أننا نتعاطف مع الطيبين لأنهم أكثر عرضة للاستغلال؟ أم أنه تقدير حقيقي لطيبتهم؟
كثير من الناس يؤمنون بمبدأ "كن أفضل من غيرك"، حيث أن على كل شخص منا أن يتصرف بأفضل طريقة ممكنة، حتى وإن أساء الناس إليه. عليه أن يكون البادئ بالصلح والبادئ بالاعتذار حتى وإن لم يكن هو المخطئ.
هل يمكننا تطبيق هذا الشيء اليوم، دون أن نشعر بأننا خُذِلنا أو أن جهودنا للصلح أو لفعل الخير قد ذهبت هباء؟
إلى أي حد بإمكاننا اتباع هذا التصرف الذي يعتبر "مثالياً" إلى حد ما، دون أن نكتشف أننا في الحقيقة، يُنظَرُ إلينا بمنظار السذاجة، وليست الطيبة. بمعنى آخر، متى يكتشف الإنسان أنهُ يُستغَلّ ويُرى أنه "ساذج" بدلاً من أن يُرى أنه طيب، ودون أن يلحق بطيبته كلمة "مسكين"؟
متى يقرر المرء بأن "كرامته" أهم من تصرفه المثالي؟ متى يقرر أن وقت الطيبة انتهى وأنه قد حان الوقت كي يصبح "ذئباً" في زمن، "إن لم تكن [فيه] ذئباً، أكلتك الذئاب"؟
تساؤلات تزداد في فكري كلما تحدثت مع من حولي عن المجتمع الذي نعيش فيه. متى تبدأ الطيبة ومتى تنتهي؟
وللحديث بقية.. ربما..
No comments:
Post a Comment